الجمعة، 3 مايو 2013

المدينة المنورة عاصمة الثقافه الاسلاميه

المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م



 إن هذه المناسبة التاريخية التي تبرز جانبا من تاريخ هذه المدينة المقدسة، التي حملت عبر تاريخها أعظم رسالة إلى البشرية، وأضاءت في سمائها أنوار الهداية والإيمان، ومن على ثراها انطلقت الفتوحات الإسلامية إلى أرجاء المعمورة، لتبشر بدين السماحة والعدل والوسطية، الذي نقل الإنسان من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدّين إلى سعة الآخرة.
وقبل أن تصبح المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية فإنها تبوأت لقبًا لا تحمله مدينة في العالم فهي "عاصمة الإسلام الأولى».


د/ محمد المباركي














مروان قصاص:

تنطلق اليوم فعاليات المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية بشكل رسمي وبرعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد وزير الدفاع وقد اكتملت استعدادات المدينة لاحتضان هذه المناسبة والاعتزاز بها بدعم من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير المنطقة ورئيس اللجنة العليا للمناسبة .

والمدينة المنورة .. شرفها الله تعالى منذ أن هاجر إليها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فكانت عاصمة الإسلام الأولى، ومنها انطلقت الرسالة المحمدية إلى أقطار الأرض قاطبة، فقد احتلت هذه المدينة الطاهرة مكانة عليا في أفئدة المسلمين ويفد إليها المسلمون من شتى الأقطار لينهلوا من علومها ومعارفها وقبل ذلك ينالون شرف الصلاة في مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم، والسلام عليه وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما، والوقوف عن قرب على أبرز الأماكن التاريخية التي تحكي وقائع خالدة من إرث النبوة ومجد الحضارة الإسلامية .

وتم اختيار المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2013م من منظمة التعاون الإسلامي في تشرين الأول من العام 2009 في باكو عاصمة جمهورية أذربيجان، وذلك بهدف إبراز إسهام المدينة المنورة الديني والثقافي في مسيرة الحضارة الإسلامية، والتعريف بأشهر أعلامها، وإلقاء الضوء على أهم معالمها الدينية والحضارية والأثرية، من خلال عدد من البرامج والأنشطة الثقافية التي تكشف عن الجوانب الثقافية والتاريخية للمدينة المنورة ومؤسساتها العلمية.

وقد صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله على اقتراح معالي وزير الثقافة والإعلام لترشيح المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013 م، وذلك بالأمر السامي رقم 4730/م بتاريخ 9 /6 /1431هـ.

وتتمثل أهداف مناسبة عاصمة الثقافة الإسلامية (وفق المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة) في نشر الثقافة الإسلامية وتجديد مضامينها وتحديث رسالتها وتخليد الأمجاد الثقافية والحضارية للمدن التي تختار كعواصم ثقافية إسلامية بالنظر لما قامت به في خدمة الثقافة والآداب والفنون والعلوم والمعارف الإسلامية، وتقديم الصورة الحقيقية للحضارة الإسلامية ذات المنزع الإنساني إلى العالم أجمع من خلال إبراز المضامين الثقافية والقيم الإنسانية لهذا الحضارة.

كما تهدف المناسبة إلى تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات، وإشاعة قيم التعايش والتفاهم بين الشعوب في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها عالمنا اليوم وتستدعي من المجتمع الدولي تضافر الجهود جميعاً على شتى المستويات من أجل إنقاذ الإنسانية مما يتهددها من مخاطر جمة.

وتتضمن الأهداف التي يسعى المنظمون لتحقيقها من خلال هذه المناسبة تأكيد إعلاء قدر النبي صلى الله عليه وسلم في العالم ونصرته، وإبراز مكانة المدينة المنورة الثقافية والتاريخية والاجتماعية بصفتها عاصمة للثقافة الإسلامية، والتأكيد على رمزية المدينة المنورة وترجمتها لثقافة إسلامية عالمية، وإبراز إنجازات المملكة العربية السعودية في تطوير وتنمية المدينة المنورة، وتدعيم الأنشطة الثقافية المتنوعة، وزيادة الفرص للمبدعين والمثقفين لإبراز إبداعاتهم في إطار الهوية الإسلامية بالثقافة الإسلامية لإبراز إبداعاتهم في إطار الهوية الإسلامية.

كما تتضمن جملة الأهداف زيادة الاهتمام بالثقافة الإسلامية وإبراز خصائصها للدراسات الفكرية والبحوث العلمية والمناهج التربوية، والتعريف بالآثار الحضارية والعطاء الثقافي للمدينة المنورة خلال العصور المختلفة، وتعزيز التعاون الثقافي بين المؤسسات الحكومية والقطاعات الأهلية، وتعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات وإشاعة القيم الإسلامية.

مواعيد المناسبة

بدء الفعاليات والافتتاح في يوم 30ربيع الاخر 1434هـ الموافق 12 مارس 2013 م.

انتهاء الفعاليات في يوم 8 صفر 1435هـ الموافق 31 ديسمبر 2013 م .

ولإظهار مناسبة اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2013 م فقد جرت الاستعدادات المبكرة لهذه المناسبة، بدءاً بتشكيل مختلف اللجان الرئيسة والتي تضم اللجنة العليا، واللجنة الاستشارية، واللجنة العلمية، واللجنة المالية، والأمانة العامة.

فيما تتضمن الوحدات الفرعية التابعة للأمانة، وحدة البرامج والفعاليات، ووحدة الإعلام والتوثيق، والوحدة الفنية، ووحدة العلاقات العامــة والتشريفات، والوحدة المالية، ووحدة النشر والمطبوعات، ووحدة الشباب، والوحدة النسائية.
 

وأكّد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية يجسد أهميتها الدينية والثقافية ومكانتها في قلب كل مسلم.
وقال سموه في تصريح صحفي على هامش حضوره حفل اختيار المدينة المنورة عاصمةً الثقافة الإسلامية: "المدينة المنورة هي أول عاصمة إسلامية وهي الأحق بأن تكون عاصمة للثقافة الإسلامية، والمملكة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - تعمل بشكل حثيث على عدد من المسارات لتعزيز المحافظة على المواقع التي انطلق منها الدين الإسلامي ومواقع التاريخ الإسلامي" .
وأوضح أن الهيئة أعلنت عن تأسيس برنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي الذي يجسد توجهات القيادة الرشيدة بإعطاء عناية خاصة بمواقع التاريخ الإسلامي ، وتوثيق المواقع والمعالم المرتبطة بهذه الحقبة التاريخية العظيمة ودراستها، بهدف المحافظة عليها، وتهيئتها لتكون مواقع للدعوة ومعايشة التاريخ الإسلامي ، مع التأكيد على الثوابت التي تقوم عليها الدولة والالتزام التام بعدم المساس بالعقيدة الصافية التي هي أساس وحدة البلاد واجتماع شعبها.
وفي سياق اهتمام الهيئة بالبرامج والمشاريع المتعلقة بالثقافة والتراث في المدينة المنورة أشار سموه إلى التعاون القائم بين الهيئة ووزارة الشؤون الاسلامية وإمارة منطقة المدينة المنورة وعدد من الجهات المعنية بشأن مشروع واحة القرآن الكريم" , مؤكداً سموه أنه سيكون إنجاز حضاري وثقافي كبير يجسد اهتمام المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين بخدمة القرآن الكريم والإسلام والحرمين الشريفين ، لما يمثله من اهتمام بالقرآن بشكل تقني ومعرفي متقدم على مستوى العالم .
ولفت سموه إلى أن المملكة قامت على الدين الإسلامي وتعتز بخدمته، وتهتم اهتماماً خاصاً بمواقع التاريخ الإسلامي قبل أية مواقع أخرى أثرية وتراثية , مشيراً سموه إلى أن الهيئة تشارك في هذه المناسبة من خلال عدد من البرامج والأنشطة التي يقوم بها فرع الهيئة في منطقة المدينة المنورة، والعديد من الفعاليات والمهرجانات السياحية المختلفة.




وكما صرح مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بوكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي عبدالواحد بن علي الحطاب بأن اختيار المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية 2013م ، قرارا موفقا بوصفها طيبة الطيبة عاصمة الإسلام الأولى ومنها انبثق نور العلم قبل أكثر من أربعة عشر قرناً ليعم الكون بضياء الإسلام ونور القرآن.
وأبان أن المدينة المنورة مصدر إشعاع ومهوى ومأوى لأفئدة الملايين من البشر في شتى أصقاع المعمورة قد انبجس فجرها المضيء بمقدم الرسول - صلى الله عليه عليه وسلم - وانطلاقة نور الحق الذي بدد الظلمة وزال الغمة وأنار الكون.
وأكد أن مدينة الرسول الكريم لقيت في هذا العهد الزاهر العناية الفائقة والدعم السخي في المجالات التعليمية والخدمية كافة، مشيراً إلى المتابعة المستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة - وفقه الله - ليبقى المسجد النبوي ناشراً للعلم وحاضناً للمتعلمين.
وقال: استمر نشر الرسالة الخالدة رسالة توحيد الله بالعبادة إلى أصقاع الدنيا ونجى المستجيبون لهذا النور وفازوا بالسعادة الدنيوية والأخروية , مشيداً بالخدمات التي قدمتها القيادة الرشيدة لحجاج وزوار المدينة النبوية ، خصوصا من طلبة العلم الذين تزاحموا بالأكتاف والمناكب على طلب العلم في المسجد النبوي الشريف، زيادة على المكتبات الزاخرة بعشرات الألوف من الكتب والمؤلفات القيمة والمخطوطات والتسجيلات , بالإضافة إلى شؤون التدريس ومرابطة العلماء والمدرسين على إحياء حلقات الذكر بالدروس المتخصصة بعدة لغات. وخلص الحطاب إلى القول إن المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية بما تحتويه أيضاً من مكتبات عامة وجامعات وكليات ودور علم لأبناء المسلمين ، مؤكداً أن هذا الأمر لا يتسنى في أي مدينة من مدن العالم الإسلامي.

نسأل الله العلي العظيم النجاح والتوفيق للقائمين على فعاليات الاحتفاء بهذه المناسبة الغالية التي تحتضنها "عاصمة الإسلام الأولى»



والله ولي التوفيق

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق